قواعد في تخفيف المصائب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي، اللهم يا معلّم إبراهيم علّمني ويا مفهّم سليمان فهّمني.
قواعد في تخفيف المشاكل والمصائب:
1. أن تعلم أنه لا يحدث في الكون من تحرك ذرة أو هبوب نسمة إلا بعلم الله وقدره.
2. أن توقن بأن الله تعالى أرحم بك من نفسك.
3. أن تستيقن أن الله لا يريد لعبده إلا الخير والصلاح.
4. أن تعلم أن المحن في طياتها منح قال تعالى {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} (الشورى: من الآية19) وقال: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} (النساء: من الآية19) وقد فسروا اللطف في قوله تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} بأنه إخفاء الأمور في صور أضدادها:
اللطف إخفاء الأمور جاء في صور الأضداد كما ليوسفِ
صيره رِقاً لكي ينالا ملكا وعزاً من ربه تعالى
وقيل:
لا تكره المكروه عند حلوله إن العواقب لم تزل متباينة
كم نعمةٍ لا تستقل بشكره الله في طي المكاره كامنة.
5. أن لا يغيب عن بالك أن مصائبنا بسبب ذنوبنا وتقصيرنا في طاعة الله {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (الشورى:30)، فأصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس.
6. واعلم أن المسلم رابح في كل حال: فما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا غمّ حتى وخزة الشوكة إلا كفر الله عنه به من خطاياه.
7. عليك أن تتذكر نعم الله عليك في نفسك خاصة، ومن ذلك أن تستحضر هذه النعم في جميع جوارحك واجل نظرك فيمن أصيب ممن حولك، كم يصرفون من الأموال ويذهبون من الأوقات وكم يسهرون ويتعبون في علاج أمراض، أنت في عافية منها.
8. تذكر من حولك من أهل المصائب الكبيرة والمشاكل المتعددة.
9. لا تنس أن الدنيا طبعت على كدر وأن من سره زمن ساءته أزمان.
طبعت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها مستطلب في الماء جذوة نار
وقيل :
هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شان
10. الزم الاستغفار فإن «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب»
والتوبة التوبة فهي بوابة الراحة والسعادة، يقول حبيبك صلى الله عليه وسلم: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» وقال الله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} (هود: من الآية3) وقال: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}.
11. الزم دعاء المضطر في هزيع الليل عند نزول الرب إلى السماء الدنيا {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} (النمل: من الآية62) واعلم أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينـزل.
12. واعلم أن الأصل في أهل الإيمان أن يبتلوا، قال الله تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} (الأنبياء: من الآية35)، {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} (العنكبوت:2)، {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} (التغابن: من الآية15) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (التغابن:14). وقال الرسول صلى الله عليه وسلم «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى المرء على قدر دينه».
13. واعلم أنه قد تكون للعبد منـزلة لا يبلغها بعمله فيبتليه الله تعالى بالمصائب وغيرها كي يبلغه إيّاها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «إن الرجل لتكون له عند الله المنـزلة فما يبلغها بعمل، فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها».
14. ومن الضروري جدًا ذكر القدوات العظيمة التي أصيبت بأعظم مما أصبت به، وكيف تعاملوا مع تلك المصائب والنوائب والشدائد.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي، اللهم يا معلّم إبراهيم علّمني ويا مفهّم سليمان فهّمني.
قواعد في تخفيف المشاكل والمصائب:
1. أن تعلم أنه لا يحدث في الكون من تحرك ذرة أو هبوب نسمة إلا بعلم الله وقدره.
2. أن توقن بأن الله تعالى أرحم بك من نفسك.
3. أن تستيقن أن الله لا يريد لعبده إلا الخير والصلاح.
4. أن تعلم أن المحن في طياتها منح قال تعالى {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} (الشورى: من الآية19) وقال: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} (النساء: من الآية19) وقد فسروا اللطف في قوله تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} بأنه إخفاء الأمور في صور أضدادها:
اللطف إخفاء الأمور جاء في صور الأضداد كما ليوسفِ
صيره رِقاً لكي ينالا ملكا وعزاً من ربه تعالى
وقيل:
لا تكره المكروه عند حلوله إن العواقب لم تزل متباينة
كم نعمةٍ لا تستقل بشكره الله في طي المكاره كامنة.
5. أن لا يغيب عن بالك أن مصائبنا بسبب ذنوبنا وتقصيرنا في طاعة الله {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (الشورى:30)، فأصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس.
6. واعلم أن المسلم رابح في كل حال: فما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا غمّ حتى وخزة الشوكة إلا كفر الله عنه به من خطاياه.
7. عليك أن تتذكر نعم الله عليك في نفسك خاصة، ومن ذلك أن تستحضر هذه النعم في جميع جوارحك واجل نظرك فيمن أصيب ممن حولك، كم يصرفون من الأموال ويذهبون من الأوقات وكم يسهرون ويتعبون في علاج أمراض، أنت في عافية منها.
8. تذكر من حولك من أهل المصائب الكبيرة والمشاكل المتعددة.
9. لا تنس أن الدنيا طبعت على كدر وأن من سره زمن ساءته أزمان.
طبعت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها مستطلب في الماء جذوة نار
وقيل :
هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شان
10. الزم الاستغفار فإن «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب»
والتوبة التوبة فهي بوابة الراحة والسعادة، يقول حبيبك صلى الله عليه وسلم: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» وقال الله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} (هود: من الآية3) وقال: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}.
11. الزم دعاء المضطر في هزيع الليل عند نزول الرب إلى السماء الدنيا {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} (النمل: من الآية62) واعلم أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينـزل.
12. واعلم أن الأصل في أهل الإيمان أن يبتلوا، قال الله تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} (الأنبياء: من الآية35)، {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} (العنكبوت:2)، {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} (التغابن: من الآية15) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (التغابن:14). وقال الرسول صلى الله عليه وسلم «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى المرء على قدر دينه».
13. واعلم أنه قد تكون للعبد منـزلة لا يبلغها بعمله فيبتليه الله تعالى بالمصائب وغيرها كي يبلغه إيّاها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «إن الرجل لتكون له عند الله المنـزلة فما يبلغها بعمل، فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها».
14. ومن الضروري جدًا ذكر القدوات العظيمة التي أصيبت بأعظم مما أصبت به، وكيف تعاملوا مع تلك المصائب والنوائب والشدائد.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك.
الدكتور يحي إبراهيم اليحي
تعليق